Wednesday, April 12, 2006

.............

Image Hosted by ImageShack.us

“ The romantic – that was what I wanted. I hungered for the romance of the sea, and foreign ports, and foreign smiles. I wanted to follow the prow of a ship, any ship, and sail away, perhaps to China, perhaps to Spain, perhaps to the South Sea Isles, there to do nothing all day long but lie on a surf-swept beach…. “

Richard Halliburton (1900 – 1939 )

***

“ Morbid thoughts, grey-green gloom, longings for death change almost instantaneously to a sensation of excitement and speed ….
Rainbow-tinted spray flies around and you know the elation on tearing through your own bejeweled paradise, free of all mankind.. "

Anita Leslie. From “ Love In a Nutshell “

الشيخ الأبيض

Image Hosted by ImageShack.us


طُلب مني أن أسترسلَ في وصف رجل من الرجال، يقطن في الطرف الآخر من الممر. ولفترة ليست بالقصيرة، هربت مني الكلمات وحار بي الفكر فلم يدر قلمي أنى وكيف يبدأ! ومع ذلك فليس هو بالرجل الصعب الوصف، بل إن بساطة وصفه هي بالذات ما ألجم قلمي فأسكته. إني مجرد إنسان، قد يكون الكون هو حد وجودي وكياني، لكن حدود عقلي ملموسة بما تراه عيناي وتتلمسه حواسي، فمن أنا بعد ذلك لأسترسل في وصف إنسان؟ إن ما أراه يمر قبيل أن يخرج من بين أناملي مطبوعا، يمر من بين جنبات روحي، يتلقفه إدراكي ويقلبه ذات يمين ويسار مضفيا عليه طابع من تفكيري ونظرتي إلى هذه الدنيا، فإنه إن خرج فلن يعود واقعا حقيقيا، وإنما انطباعات إنسان يحاول وصف إنسان، فهيهات لإنسان أن يسبر أغوار إنسان من النظر المجرد، لعمري إن الإنسان أعمق من النظر. ولكني سأكتب، وليكتب قلمي ما يكتب، فإن وُفقت في وصفه فلا بأس، فإنه في نظري من أفضل الرجال وهم قله. وإن وُجدت بعيدةً عن الصواب فلست أهل اللوم، إنها مجرد انطباعات إنسان.

هذا الشيخ الأبيض الذي أنا بصدد وصفه رجل نحيل نحولا جميلا، طويلٌ دون إسراف، لباسه أبيض كرأسه، بل كوجهه، فإن كل ما فيه أبيض يوحي بالطهارة وسعة النفس، حتى قلبه فإنه كما أسمع : أبيض. رسمت الدنيا خطوطا على وجهه فتشكلت حواري وأزقة مسالمة كموج في لعب مع النسيم، كل غور يوحي إلى بالسكينة والطيبة التي أظنها داخل نفسه. وفي وقت الصلاة وذكر الرحمان، يمرني عاري الرأس مشمرا أكمامه وفي وجهه انبساط وتبتيل، فلا أملك سوى الابتسام لمنظر هذا الشيخ منشرح النفس راضيها. أول مرة رأيته، كان مارا فوقف بالباب يحادث من معي، فأرعبتني هيبته ووقاره، حتى إني أخفيت ما كان بيدي من دخان تحت الطاولة وأنا التي لا تهاب النظرات الظالمة ولا يهمها أن لا توصف بالحياء إن كان كاذبا، أخفيت ما كان بيدي تهيبا من هذا الشيخ واحتراما لمقامه الذي بدا لي أنه ينتمي إلى عالم أرفع روحيا من الذي أنتمي إليه. كان ذلك أول انطباع كونته نفسي عنه، قبل أن تكسبني طيبته و التواضع الذين وجدتهما فيه. وحدث أن نسيت اسمه في بداية أيامي، وتعثرت بين اسمين لم أعلم أيهما له، فنظر إلي نظرة فيها من اللوم الحنون ما أخجلني وقال: وهل ينسى أحدٌ هذا الاسم؟ تفكرت نفسي وقالت نعم، إنه محق، لا يُنسى هذا الاسم ذو الطابع الديني، ولا يذكر دون حنان! ولم أنس اسمه بعدها قط!

عرفت عنه أيضا فيما عرفت أن به حبا للكلمة المكتوبة والأدب، وحدثني عن زوجته الصحفية وعلمها، وهنا كبر في ناظري أكثر من ذي قبل، إذ يكفي الرجل فخرا الخلق والقلب الطاهر، فما بالك إن جمعهما مع حب المعرفة، إن هذا لشيء أحني له رأسي تقديرا وتبجيلا! إنه من الأشياء التي تغمرني بحب الأرض وحب الإنسان! إني والذي نفسي بيده أسعد بهذه المعرفة من سعد أمي يوم ولادتي!! ورأيت في مكتبه يوما صورة لفتاة كأنها قمر ضاحك، تتبسم للعدسة حياءً غير عالمة أن طفولتها المحنطة على ورق الصورة ستغدو إكليلا يزين بها الشيخ يومه. لا أعلم إن كانت هي ابنته أو حفيدته، ولكني أعلم مكانها في صدره فهو يجاور حبل الوريد أو أقرب. إنها ومن موقع الصورة على المكتب، شريانا يغذيه وهواءً نقيا يتنسمه. ورأيت أيضا صورة أخرى موضوعة على الرف بجانب المكتب، حيث يضع المرء ذكرياته العزيزة، بعيدا عنه في الماضي ولكن نصب عينيه إن أراد الإبحار في ملكوت حياته. رأيت شيخنا الأبيض في تلك الصورة، وعلى محياه نفس الابتسامة وفي عينية نفس النظرة المنشرحة ونفس الطيبة، أما باقيه فأصغر سناً، ويقف بكل فخر أمام التاج محل في الهند. وإن لم يكن مفتخرا فإني رأيته كذلك، فأي فخر وأي حظ لرجل وقف أمام ضريح الحب ذاك العظيم! ومر بتجربة المثول تحت ظله، لمس حوائطه، واستنشاق هواءه العتيق!! إن نفسي تنشرح لمجرد التفكير في ذلك!

مر علي ذات يوم وبيده أوراق يصورها، فدار بيني وبينه حديث وأخبرته بما أوحته لي نفسي عن انشراحه، وذكرت الله أن ما شاء هو، كيف يبدو لي بتبسمه إنسانا سعيدا. فهز رأسه نافيا وقال: إني أنا حزين، إنما أتبسم لأن ليس لأحد ذنب في حزني فأكشر في وجهه، وما فائدة التكشير!! لم تصدمني إجابته فإني أبيت تصديقها، اتسعت حدقتا عيني وقلت: عماه، لا يمكن أن تكون حزينا!! فإني أرى في عينيك الفرح دوما!! ...... ولكن في تلك اللحظة وبينما أنا أتحدث ألفيت نظرة فلتت من بين أجفانه، نظرة ليست كالتي كنت أتحدث عنها، بل كانت هي عينها نظرة الحزين فأنا أعرفها!! استغربتها في ذلك الشيخ الباسم واستنكرتها، ولكنها وقفت تطالعني برهة فلم استطع إنكارها. نعم، إن في قلب الشيخ الأبيض حزناً.

أثار هذا الموضوع الحيرة في نفسي، وبقيت أتفكر، كيف يمكن للمرء أن يبدو فرحا وهو حزين؟! مهما أوحت للناس تصرفاته فإن العيون لا تكذب، والحزن صعب إخفاءه من إنسان العين!! ظللت لا أحرى جواباً في هذا الموضوع إلى أيام معدودة مضت وأنا جالسة على البحر أتفكر في السعادة والحزن، ورأيت في نفسي أن باستطاعتي أن أكون حزينة وسعيدة في آن واحد، فإن الحزن من سنن الحياة ومضمون فيها مثلما الموت مضمون، وليس فيهما شيء غريب أو سيئ، فالحياة بحلوها ومرها جميلة، أخلاها الرحمان من كل عيب. فكيف يأتي الإنسان ويعيبها، رافضا حزنها! لقد وجدت في سني حياتي القليلة أن أقصر سبل المرء إلى السعادة أن يضم الدنيا بحب إلى صدره ويحتويها بحزنها وفرحها، أعراسها ومآتمها. وبكلمة واحدة، فإن هذه الخصلة تسمى القناعة. وأظن أن هذا هو سر الشيخ الأبيض، أنه اقتنع بدنياه وقبل حزنه فأمكنه أن يفرح رغما عنه. أظن ذلك، ولكني، وكما قلت سابقا، مجرد إنسان ... يحاول الإبحار في أعماق إنسان. فمن أنا لأتكلم وغواصتي مجرد النظر!! وما أدراني ما في قلب الشيخ الأبيض من أحزان أو أفراح! إنما أنا أتكهن. ولكن ما أعلمه حقاً، هو أن هذا الرجل من عظام الرجال. هذا ما أراه. هذا ما تقوله لي نفسي. وها قد كتب قلمي ما كتب.

Sunday, April 09, 2006

! بضاعة

Image Hosted by ImageShack.us

I recently went through an adventure, that turned into a mishap, that turned back into an adventure when it was done & seen through neutral eyes ..

And the lesson .. ?

All is in that single last line .. & it’s not even mine ..


يا صاحبي في كل الأحوال مشكور ...
بس ابتعد والوصل خله قطاعة !
ماحد على الثاني ترى اليوم مجبور ...
وكأنه على النسيان عندي استطاعة !
يا صاحبي معذور أنا وانت معذور ..

ما يجتمع مغلي ومرخص بضاعة !